انما البشر موتى و الافكار خالده

انما البشر موتى و الافكار باقيه

الجمعة، 30 يوليو 2010

حق الاداره

لماذا يسعى الجميع الى حق الاداره؟
في جميع المجالات سواء شركات او مؤسسات او الدوله باكملها يسعى البعض للحصول على حق الاداره لان كل انسان طموح يمتلك عقل يعتقد بان عقله افضل من الجميع و ان ادارته للاشياء ستكون الافضل على الاطلاق مما سيجعله يحقق ذاته و يشعر بالنجاح بالاساس و يحقق اهدافهه و لكن ان نظرنا الى الوضع في بلدنا سواء في الحكومه او اي قطاع اخر ترى ن الهدف الاساسى من الرغبه في الاداره هو تحقيق عائد مادي ضخم بقدر الامكان بغض النظر عن اي نوع من الاخلاقيات و لكن يا ترى لماذا نرى هذا في بلدنا الحبيب؟
الحق  يستوجب ان اقول ان الثوره هي السبب في جميع مشاكلنا و ان كنت لا ارغب في الهجوم على اليساريين في هذه الفتره الحرجه من حياتنا السياسيه و لكن لا يمكن سرد باقى المقال بدون التعرض للثوره فالثوره التى قامت و اطاحت بالطبقه الارستقراطيه و الاقطاع في مصر قد دمرت بهذا كل من تربى على الاحساس بالمسؤليه تجاه من هو دونه فالطبقه الارستقراطيه كانت في الاساس لا ينقصها من رفاهية الحياه شئ و هو ما يحسدون عليه بالفعل و لكن هذه الطبقه كانت تمتلك من مقومات المساعده للغير الكثر مما لا يمتلكه غيرهم من البسطاء فكانت فلسفة حياتهم تعتمد في الاساس على مساعدة الغير و النهوض بالفقراء و على عكس ما تم الترويج له فلاسر الاقطاعيه قامت بمشاريع كثير للنهوض بالطبقه الفقيره في مصر في مجالات التعليم و الصحه و المساعدات ا لخيريه للفقراء فلم نكن نرى يوم مستشفى بالاوضاع المترديه هذه الايام  و التى وصل بها الحال من الاهمال من ايام بموت 5 نساء حوامل و هم يضعن اطفالهم في مستشفى الزقازيق الجامعى نتيجة تعطل اجهزة التنفس و لم تكن لتجد مستشفى فارهه ترفض استقبال حالة طوارئ تشارف على الموت الا بعد استلام الاف الجنيهات فلقد كان العلاج في افضل المستشفيات بالمجان و كان الاطباء في هذه الايام يؤمنون بانهم يحملون رساله بشريه مقدسه تحتم عليهم مساعدة الاخرين مهما كان الثمن اما اليوم فالاطباء يسعون للمركز الاجتماعى المرموق و الثروات المنهمره حتى لو كانت هذه الفلسفه ستقتل العديد و العديد من البشر ان لم يستطيعو الانفاق على انفسهم و نتيجه لهذا استمات الشعب المصري الخارج من تحت مظلة الثوره يمنى نفسه بالحصول على ما كانت تمتلكه الطبقه الارستقراطيه في العهد الملكي فالعامل البسيط يربى ابنه لكي يصبح طبيب و ينجح الابن في الوصول الى مبتغى والده و لكن الفارق الاساسي بين هذا الابن و ابن الطبقه الارستقراطيه هو انه يرغب في الوصول الى ما تملكه ابن الطبقه الارستقراطيه من اموال كمردود طبيعى لشهادته العلميه و الهدف الاساسى له هو هدف والده في السابق و هو الاخذ بقدر الامكان كما كان يفعل عندما كان ياخذ من الطبقه اارستقراطيه  فهو لا يمتلك فلسفة العطاء لانه لم يتربى عليها و لم يرى والده يفهمها له اما الفتى الارستقراطي كان يعطى من علمه و ماله كمردود طبيعى لما يمتلك من علم و ثروه و كفلسفه ورثها من ابائه فهو لم يرى اباه ياخذ من قبل و لكن راه يعطى تبرعات لانشاء مستشفى او جامعه مصريه فالجامعات الاهليه و المستشفيات المبنيه بتبرعات الطبقه الارستقراطيه في مصر لها وثائق يشهد عليها التاريخ يصعب انكارها بل يستحيل
بعد توضيح نفسية كل من ابناء الطبقتين و الفلسفات التى يتبعها كل منهما لننظر الى نتاج الثوره الان مرورا بمراحل نمو الطبقه العامله و صعودها بناء على فلسفة جمع اكبر قدر من المال
اندفعت الطبقه العامله  في محاولة تعليم ابنائها للترقى و الحصول على اموال اكثر بهدف الثراء و ليس بهدف اثراء المجتمع  في ظل تعليم مجاني غير محدد العواقب فاصبحت اعداد الاطباء غير طبيعيه و قلت الفرص العمل و تردى مستوى التعليم نتيجة ذلك و اصبح الاطباء من الجهل بحيث اصبحت حياة البشر مهدده في ايدى الاطباء و اصبح الفساد في المهنه منتشر و المنافسه غير الشريفه لتحقيق اكبر قدر من الثراء هي المعيار الاساسي للعمل فانهار كل شئ لانه بالاساس لم يكن الاندفاع للتعلم مبنى على اثراء المجتمع او المصلحه العامه و لكن لمحاولة الوصول الى ما كان عليه الملوك في فترة ما قبل الثوره
قد تكون النيه في بداية الثوره سليمه و لكن لم تكن قرارتها مدروسه او محسوبة العواقب فلم يضع قادة الثوره في الحسبان العوامل المحركه للنفس البشريه و كانت النتيجه انهم اسقطوا ملك و صنعوا الاف الملوك لا يتمتعون حتى بصفات الملوك الحسنه
ما رويته في مهنة الطب ينطبق على كل المهن فالكل في الفساد ينتهج نفس الفلسفه و ينطبق عليه المنطق ذاته
لم اكتب المقال لاهاجم اشخاص باعينهم او طبقة ما او تيار معين و لكن لاني اؤمن بان مراجعت الماضى هي وسيلتنا الوحيد لاصلاح اخطائنا للنهوض ببلادنا فان امن الجميع ان الخطاء يبدأ من الثوره و اعترف الجميع بهذا دون الرغبه في محاسبة الموتى سنقوم و ننهض
لقد انقطعت مصر عن مسار تطورها منذ الثوره
هدفي هو ان نؤمن ان فترتنا التاريخيه منذ الثوره حتى الان هي السبب في انحدار البلاد الى هاويه  و ان لم نؤمن بهذا الان فسنبقى مستمرين في الانحدر منغمسين في خلافات الماضي بين الاخوان و اليساريين و اللبراليين فهلا نفتح صفحة جديده للنهوض و انقاذ البلاد من السقوط في الهاويه
افلا تنقذون بلدكم و تكبحون مكابح الانزلاق الى الهاويه
افلا تنقذونا و تنقذوا انفسكم قبل فوات الاوان
لا للملك لا لعبد الناصر لا للسادات لا لمبارك  و نعم لكم و لى و لمصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق